متكئا ً على سور المقبرة ..
يضم قلبه إلى ركبتيه الصغيرتين ..
قلب ضجر .. مريض بـ كثرة الخيال ..
أحلامه كلها بديهية ..~ لا يحب هذا العالم .. لأنه يجعله وحيدا ً..
كل هذا وأكثر .. تستطيع أن تقرأهـ في عيني ذاك الطفل ..
وبصوت بحوح ..
تتلعثم شفتاهـ لـ تسمع ندائه بوضوحٍ” ليتني كنت فراشة .. “
بني .. مابك ؟؟
كان جوابه ..
” كنت سعيدا ً فحسب !! أحببتها .. كأن لم يكن في هذه الدنيا .. إلاي ..
أحببتها .. منذ أن أستيقظ هذا المغفل في داخلي ..
كانت بالنسبة لي ..مرآة أراني فيها .. لكنها تعكسني صغيرا ً !
وحينما أخبرتها ” إني أحبك ” مسحت على خدي وقالت:
“أيها المدلل .. هناك أشياء لايجب أن تعرفها .. كالـ حب ..~ ”
قلبتني .. ولا زال لأحمر الشفاهـ بريق على قلبي ..
ليتني كنت فراشة .. ليتني كنت فراشة “
وانخرط بـبكاء صامت ..
حنانه الكبير .. إغتال جنانه الصغير ..
ولم يرحم هذهـ الروح البائسة إلا ملك ..
اقتلع روحه من أمامي .. ضممته بلطف ..
فأضلاعه لا تقوى على عناق حميم ..
نم هنيئا ً هاهنا يابني .. فلست بحاجة إلى صحبة مزيفة ..
بني .. ابتسم ..